..... ( مقال ) #الفراغ_العاطفي ..للأديبة الأستاذة .. إيمان ذهني

 #الفراغ_العاطفي_وتأثيره_على #الحياة نحن الأن نعيش في مجتمعنا العربي ظاهرة جديدة علينا قد إنتشرت بصورة كبيرة بين الناس ألا وهى ظاهرة الفراغ العاطفي، ومن هنا نبدأ الحديث والسؤال الأول:. ما هو الفراغ العاطفي؟ وما هي أسبابه؟ وما المراحل التى تؤدي إليه؟ وما هي ظواهره؟ اسألة كثيرة نطرحها عليكم أعزائي القراء ونحاول ان نوضح جزء منها اليوم والبعض الآخر في سلسلة مقالات قادمة بإذن الله _ غياب المشاعر والعواطف بين الزوجين، أو بين الإخوه ، أو بين الناس بصفة عامة ظاهرة نتعرض إليها تلك الأيام وأولهما عند بعض من الأزواج حيث أنهما يعيشان معاً في منزل واحد وتحت سقف واحد ولكنهما يعيشان ك الغرباء عن بعضهما ، لا يشعران ببعض، وقد جف الحب والمشاعر بينهما، وأصبحت العلاقه الزوجيه مصابه بالتوتر والبرود العاطفي وغياب الحب وعدم الرضا، على الرغم من قيام الزوج، والزوجة بواجبهم تجاه الآخر أمام الناس وخاصة الزوج كما يراها هو من وجهة نظره،، كالانفاق وتوفير المسكن والمأكل والمشرب والملبس حسب مقدرته المادية فتظهر العلاقه أمام الناس طبيعية ولكن فى الواقع هما في حاله خلاف وتنافر وفقدان عاطفي دائم ، ولكن يضطران إلى إبقاء الزواج إما حفاظاً على شكل الأسرة أمام المجتمع الذى يستنكر الطلاق الفعلي ، أو حفاظاً على الأولاد من الضياع. واليكم بعض الأسباب التى تؤدى إلى الفراغ العاطفي؟ 1_ انعدام الثقه : حيث يفقد أحد الطرفين ثقته في الطرف الآخر نتيجة التعرض لموقف ما حدث بينهما أدى الي إهتزاز صورته أمام الطرف الآخر منها الكذب المستمر مثلاً أو ظهور خيانه زوجية غير مكتملة. وهذا الموقف نتيجة إلى الفتور العاطفي أو جلوسه علي الموبايل ومتابعة السوشيال ميديا بشكل عام دون النظر الي التواصل مع شريكة حياته ومشاركتها فيما يرى أو يقرأ علي السوشيال ميديا من أجل المتابعة العامة مثلاً ٢_ شعور أحد الزوجين بعدم أهميته فى حياة الطرف الآخر بسبب تفضيل الطرف الآخر التواجد في العمل لمدة طويلة أو جلوسه مع الأهل أو الأصدقاء، او جلوسه علي المقهى أو قيامه بقول أو فعل يقلل من أهمية شريك حياته ، وتركيزه الدائم على حقوقه ومصالحه، والتعالي على الطرف الآخر بأشكال مختلفة خاصة أمام الاولاد وأمام الناس انا أشير الي الطرفين معاً في بعض الأحيان وليس الزوج فقط حتي لا يتهمني البعض بالتحيز الدائم إلى المرأة ٣_ بخل الزوج على زوجته سواء فى الأمور الماديه أو المعنويه أو العاطفيه. ٤_ فتور في الحب وفقدانه بسبب عدم تغذية الروح بالمشاعر اي بالمودة والرحمه وفي هذه المرحله يكثر اللوم والعتاب وتزداد حدة المحاسبه عن هذا التقصير. ٥_ الأنانية : وهذه الصفه بالذات تساعد فى هدم الأسرة حيث يفكر كل من الزوجين في نفسه وبمصلحته فقط، دون مراعاة مصلحة باقي افراد الأسرة ٦_الصمت الزوجى.. يعد هذا الصمت أحد أوجه الجمود في العلاقه الزوجيه وهو عدم تبادل الحديث والمشاعر الوديه مع الطرف الآخر لقناعته بعدم جدوى الحوار معه مما يزيد الفجوه بينهما كل هذه الأسباب تؤدي إلى ٧_ الفراغ العاطفي : وهو آخر مرحلة وفيها تكثر الحواجز النفسية بين الزوجين، إذا ما اضطروا للتعامل فى مواقف قليله فإن هذا التعامل يأخذ صفه البرود او الجمود أو الحدة أو الجديه التي تقترب من التعامل الرسمي فقط أمام الناس وباقي الأسرة وليس التعامل الودى بين الزوجين، وفى هذه المرحله يخلو كلاً من الطرفين بنفسه، أو ينغمس فى أداء أنشطته والعمل دون الإحتكاك بالطرف الأخر. كل هذه الأسباب توضح العلامات التى تشير إلى إنتهاء صلاحية الزواج بين الطرفين ، وبذلك يكونوا وصلوا إلى الحلقة الأخيرة في سلسلة الحياة الزوجيه التي تنتهي بالطلاق الفعلي ، إلا أن البعض يفضل تحمل معاناته وألامه، إما حفاظاً على شكل الأسرة أمام المجتمع أو حفاظاً على الأبناء من الضياع. فالفراغ العاطفى لا يقل تأثيراً سلبياً عن الطلاق الفعلي، بل قد يكون أشد وطأه فى بعض الأحيان فهو ينتزع من قلبيهما الحب والود لبعضهما البعض ويجردهما من الإهتمام ببعضهما، فهذه الحياة ظاهرها حياة، وباطنها الجحيم بعينه والعياذ بالله لأنها تولد مشاعر الإحباط والحزن والكآبة الدائمة إلى جانب الفراغ العاطفى، ويصل الطفران إلى حالات الإكتئاب والهروب والقلق والأضطراب فى الصحة النفسية والجسمانية على حد السواء،. بالإضافة إلى أنه يضيع فرصتهما فى بدء حياة جديدة من خلال زواج آخر ، قد يجدا فيه ما يفتقدانه من دفء وأمان وحب وحنان، ولكن تأثيره يكون أصعب على الزوجة لأنها الأكثر إحتياجاً للعاطفة والإهتمام ، فالزوج على المدى البعيد يمكنه أن يعوض ما يفقده من الحب في حياة جديدة والإقدام علي الزواج من زوجة آخري أما الزوجه فليس لها نفس هذه الصلاحيات بشكلا اوسع إلا بالطلاق.. وبعض النساء ترفض ذلك لسبب إننا مازلنا نعاني من المجتمع الذُكري الذي ينظر إلى المرأة المطلقة نظرة خاطئة لإنها خلقت من اجل ان تعطي وتعمل علي لم شمل الأسرة حتي ولو علي حساب نفسها أما الأولاد إذا عاشوا في بيت كله خلافات وفقدان حب وعاطفة فهم الطرف الخاسر والأكبر إذ تتمزق زهرة طفولتهم، حيث أن الوالدان لا يلتفتان سوي إلى نفسهما فقط ويلبي الإحتياجات اليومية للأسرة فقط غير مهتمين بمشاعر الأبناء، مما ينعكس ذلك على مرحلة المراهقة في صورة انحراف الاولاد بحثاً عن الحنان الذى يفتقدونه داخل الأسرة، إلى جانب حالة القلق التى تتسبب في سوء العلاقات بين والديهما وتوترها، لذلك فإن أغلب الأبناء في حالة الفراغ العاطفي الأسرى يعانون من الأكتئاب وعدم القدره على مواجهة امورهم الحياتية، فضلاً عن وجود صورة سلبيه مشوهة للزواج فى أذهانهم. _ وعلي الرغم من أعراض الفراغ العاطفي الأليمة وآثاره الوخيمة إلا أنه يمكن معالجته، وسأقوم بعرض طرق العلاج في المقال المقبل بإذن الله إيمان ذهني