قــال الـراوي / سـليم أحمـد حسـن
كانت تلك الغابـــة جــنّــــة أرضٍ خضراء غـنــّـاء..
فيها الحبّ ، وفيها الخير .. وأرض طيبة خضراء
وأهل الغابة فقراء بسطاء ،
لا همّ لهم إلاّ لقمة عيشٍ.. تأتي من كـدّ ٍ وعنــاء .
يحكم" أسـد " جبارٌ تلك الغابة.. ويشرك في ذلك أصحـابه ..
درّبهم ليكونوا حاشية ً .. يـُرهـَبُ جانبها ومهـابة .
حاشية تـُحـْكـِمُ قبضته في الحـكم..بكل الطرق المشروعة ..
أو غير المشروعة .. وتأخـذ ما شـاءته غـِـلابـا .
حاشية تـتبعها "استخبارات " تزرع في كل مكان أتباعـا ..
تزرع أجهـزة فـنيـّة .. تعرف أين تدبّ النملة ..
في تلك البلد العربية! حاشية تأخذ بالشبهة ، بالزور ِ ،
بأدنى الشك، وبتقرير المخبرِ وشهادات سـريـّة .
وبنت تحت الأرض سـجونا ،
أكثر تحصينا من بعض مفاعل ذريــّة .
من يدخل فيها ، لا يخـرج منها
إلا محمولا فوق الأكتاف لرحلته الأبدية.
وحين يريد الأسد الأوحـد .. تجديد ولايته الأبدية ..
يقف خطيبا ، ويصبح رمز الديموقراطية
" أنا لا أرغب في الحكم .. لكني في خدمة هذا الشعب ..
وتحت الإصرار ، ورغبته العفويّـة ..
أرشـّح نفسي .. ولكم ملء الحريـّة .
دخل الأرنب .. أخذ بطاقة ترشيح سريـّة ..
ولما صار وحيدا .. قرأ المكتوب بها ..
" هل أنت مع التمديد .. للأسد القائد ؟ [ نــعـمٌ *** لا ]
ظن بأن لا أحـد يراه ! لن يعرف أحد ما خطـّت يمنـاه .
اهتزت يده خوفا وهو يؤشــّر جانب [ لا ].
وعاد إلى المنزل مزهـوا وفخورا ..
وهو يردد .. فعلت أخيرا ما أتمناه .. أشـّرت بلا !!
لطمت زوجته، صرخت أمّـه.. ضعت وضعنا ، يا ويلاه.
ارجع حالا .. حاول أن تقنع مسؤول اللجنة أنك أخطأت ..
عاد الأرنب يبكي .. يتوسلّ .. يعتذر ، ويحلف أن أخطأ..
قال المسؤول : غيرناها يا كلب.. وارتطمت قدم الضابط بقفـاه..
ارتفع قليلا ، وهوى يتلوى ألمـا ويصيح
لطفك يا الله !! التوبة يا الله !!
قيل لـه : ولأنك جئت بنفسك.. نعفو عنك!
وستبقى تحت رقابتنا اليومية .
فاسأل ربك أن يلطف فيك وفي أهلك.. قل يا الله !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق