السبت، 11 مايو 2019

حمامة بيضاء ***********بقلمي الاديب عبد الستار الزهيري

حمامة بيضاء
***********
سأكتب في سفر الأيام
عن حمامة بيضاء
حطت يوما ما
على شرفة قلبي
في يوم ليس كالايام
فيه القمر بدرا
والشمس أنتصفت السماء
النجم تراقص
وحادي الأقمار رتل الأغاني
النسمات راقصت الأغصان
والجبال تلوح من خلف الآفاق
النوارس أنتظمت
على الشواطئ غنت
السنونو بنى العش
فيه قص عشقٍ
كل ما حولي ألوان
الأسود والرمادي غادرا علبة الألوان
إي شيءٍ مجبول بصمت مدوي
الكلام أصابها الخرس الزئام
كليوباترا وعشتار
حسدا حمامتي البيضاء
تتخطى أمام ناظري
سلطانة من الزمن الجميل
لو رأها محمد الفاتح
لحارب بلاد الفرنجة من شأنها
إين حمامتي ..
إين أختفت ..
أنتِ في حدائق باريس
أم على سطح برج بيزا
أم عند نصب الحرية
ألم تقولي أنكِ قطعتي تذكرة ذهاب وإياب
لِمَ لم تعودي
القلب قد بلغ الأسى فيه حدا لا يطاق
السنين تتلاعب بيّ
العمر دنا من الأفول
المشيب أقتلع السواد
ربان مركب سفر الآجال
أطلق الصافرة
سيبحر بنا الى اللا عودة
إين سأنتظرك
بوابات المقابر لن تفتح إلا لي
أيتها التي تسمعين النداء
ما عاد في المكان شيءٍ نابض
الرمادي أكتسح السماء
والركام داهم العمر سرعا
سأقص الاحجية على المسامع
فقارئة الفنجان حذرتني
طريقك مسدودا يا ولدي
نعم فيه الأشواك
والألغام في كل مكان
أيتها الأيام ..
آلا ترحمين
أختنقتُ لحد الوجع
مسافر بلا رجع
أعدكِ أيتها الحمامة
يا فتاتي ..
سأعود الى زمن جدي وجدك
أقفل النت والواي فاي
لن أسير في رحى التكنولوجيا
لا واتساب ولا غيره
سأعود لجبران أتعلم منه
كيف يخط حبه على الورق
ستخرج مذكراتي بعد وفاتي
فيها تاريخ حبي
وأسم حمامتي
فأنا عاشقٌ من طراز عنترة
ليتني أترك الوعود
ما عاد في القلب شهود
زال كل ما موجود
إلا حمامتي البيضاء
التي أبهرت كل الوجود
تواعدنا تحت إيفل اللقاء
لكن يبدو الصياد أقتنصها
ملحمة من فصول
فيها الشعر غواية
والنهاية خطها الحانوتي
سأبرق لكِ الرسالة
بإرجل حمام الزاجل أربطها
أو في جعبة ساعي البريد سأضعها
حتما بعد حتفي ستصل
عندها ستبكين
وتندبين الهجر والبعاد
بين رحى الزمان ماتت الأحلام
تحت أقدام الحيارى ضاعت الحكاية
جحورا أصبحت الملاذ
هربا من أعين الحساد
ملحمة دنا فصلها الأخير
شكسببر كتب الخاتمة
مع فرسان الألياذة
أدور أبحث عن حمامتي
بين جيوش الصقور
فهل يا ترى بقى لها ريشا
أو صوتا رخيم
ملحمة سطرتها على أوراق الحشود
غدوت كالمجنون
لا يأبى الحضور
أيتها الحمامة باقٍ انتطر
قرب العش علكِ تعودي
بقلمي
الاديب عبد الستار الزهيري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...