الجمعة، 10 مايو 2019

معزوفة للتوحيد على مقام التصوّف ... بقلم .. محمد الفضيل جقاوة

معزوفة للتوحيد على مقام التصوّف
.
أنا مذ همت بعينيك ..
تجلّت ليَّ أسرار الحياة ..
فرأيت الزّيف في الدين ارتدادا ..

و رأيت الوهم يجتاح القصور الفارهات
و رأيت الكاهن الأكبر يخفي محكم الآيات
في ثوب صلاة ..
يتقي عرشا لعينا ..
يجمع الرّيع و يخفيه بعيدا في بلاد الظلماتْ
أنْ أرى الآيات كانت تلك أغلى الأمنيات
و تجلّيتِ لقلبي آية ..
تنسخ كلّ السابقاتْ
تنشر الحقّ ضياء ..
و تزيح الحجب عن عيني
أرى ماذا أراد الله خلف الواجباتْ
أنا غنّيت امتثالا للمعاني المشرقات
لا أبالي بالأكاذيب ..
و بالزيف ..
و بالكاهن يجبي الرّيع مرّا
من جباه تحت لفح الشمس تسعى ساطعاتْ
يأكل السّحت خداعا ..
لا يبالي بالنّفوس الكادحات
أنا يا أنت إلى عينيك مبهورا رحلت
أنشد الحقّ و أتلوه كتابا عربيّا
آسر الحرف أصيل الحركات
ناسخا جاء لزيف الكاهن الأكبر ..
للعرش ..
لأوزار طقوس فارغات
أنا مذ همت بعينيك ..
اعتزلت الكل صوفيّا نبيها
عاكفا في ( العصر ) نورا
ينشد الحق و معنى الصالحاتْ ..
و يرى في العصر يا أنت اختزال الدّرب
للمجد .. لأحلام رسول مشرق الوجه
مضيء القسمات
ظلّ ردحا ينشد العزّة للقوم الحفاة
تبعث الموتى المثاني
و تزيل العقبات ..
ما لغير الله أسلمت قيادي
ما بغير النّور و الإسراء ..
ترجى الصالحاتْ ..
أنا مذ همت بعينيك اعتزلت القوم
لا أغشى نواديهم ..
و لا أسعى أصلّي لجمعات
لا و لا أحضر أعيادهمُ تعلي مقام اللات و العزى
تسمّتْ بأسام مغريات ..
أمقت الدّجال باسم اللات يعلي الحاكم الفرد
يلوك الكلماتْ ..
قال منهم قائل : قد مسّه جنّ لإثم
فهْو من ينكر مسّ الجنّ كفرا
لا يرى الصّرعى ألوفا طرقوا باب الرّقاةْ
لا يرى للأوليا جهلا و سخفا كرمات
هو من أفسد بالشعر قلوب الفاتنات
زعموا أنْ علقتني ذات ليل معتم جنّية
تهوى الأراجيز
و تصغي باشتياق لأنين الناي
عذب النغمات ..
أنا مذ همت بعينيك اعتزلت القوم شوقا ..
و هنا في معبد العشق أصلّي ..
أعبد الله ..
أديم النافلاتْ ..
ذاهل فيك أناجيك خيالا ..
ضائعا أهوى اغترابي ..
في مدى عينيك أشدو ..
و أصلي الأضحياتْ
أنا في معبد هذا العشق
مبهورا رأيت الله قدوسا عظيما
و جليلا و حكيما ..
فهو من أبدع عينيك اختزالا للسماوات
و للأرض ..
لكل الحسن .. للكون ..
لأحلام المسا تمضي سرعا
للنجوم الزاهرات
أنا قد أدمنت في معبد عينيك ذهولي و اغترابي
و ضياعي و ارتياحي و عذابي ..
هائم وحدي أغنّي لك موّال حنين ..
غالب الدّمع شجيّ النبراتْ
اتّقي النّاس .. أناجيكِ ..
و أشكو حرقة الشوق بأغوار حنايا لاهبات
أنا مذ همت بعينيك تعلمت بحور الشعر
من غير خليل ..
أنا أبدعت جوى كل المعاني الخالدات
أنا روّضت القوافي الشارداتْ
أنا تمتمت بأشعاري أجوب الطرقاتْ
أنا ناجيتك بين الناس سهوا ..
دون قصد فأثرت الشبهاتْ
كيف لا يحسبني الغير مصابا بجنون
كيف أنجو من مرير الهمسات ..؟؟؟
فارحمي يا أنت مضناك بوصل
و أقطعي الألسن يا أنت بحرف ..
يبعث البشر بأعماقي
يعيد البسماتْ
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة

10/05/2019
التعليقات
اكتب تعليقًا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...