أبو القاسم قدوتنا

إطلالة
ل عبادى عبدالباقى
أولا :-
مفهوم الصفوة :-
الصفوة النخبة الممتازة في المجتمع لمكانتها.
وقد شاع إستخدام المصطلح للدلالة على الفئات التي تزعمت الحركة السياسية في المجتمعات النامية التي تخلفت فيها الجماهير بسبب قصورها في التعليم وضعف وعيها السياسي .
١-مفهوم الصفوة في اللغة :-
أن صفوة كل شيء ما صفا منه وخلص،
أو خيار الأشياء وأحسنها . ٢- صفوة المجتمع:-
أي خيار الناس..
وبالطبع تلك الخيرية لها معاييرها الخاصة التي ربما تختلف من مجتمع إلى آخر أو ثقافة وأخرى ..
لاحظ أن الذين خرجوا إلى بدر الكبرى من الصحابة لم يتجاوز عددهم الثلاثمئة وبضع رجال، في الوقت الذي كان عدد الصحابة من المهاجرين والأنصار بالمدينة ، أكبر من ذلك بكثير، وكان قد خرج أولئك النفر الثلاثمئة لمهمة محددة ، تغيرت في لحظة معينة حرجة لحكمة أرادها الله سبحانه .
يقول العلماء بأن أولئك كانوا صفوة الناس يومذاك، وما كان اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم لهم ليكونوا في مهمة اعتراض قافلة قريش ، إلا لحكمة إلهية سيعلمها الناس بعد حين من الدهر قصير..
ذلك أن المهمة التي بدت يسيرة بادئ الأمر ، تطورت لتكون مواجهة عسكرية مع قريش، دونما أي استعداد نفسي أو بدني لازم لقتال عنيف سيكون فيه دماء وآلام ومصاعب، لا تتحملها سوى نفوس مصطفاة معينة ، فكانوا هم البدريين .
ثانيا :-
النخبة في العصر الحديث:-
الصفوة أو النخبة هم أصحاب النفوذ والثراء والثقافة في المجتمع، ولعل أهم مقاييس الرقي في أي أمة هو ارتباطها بصفوة المجتمع وهم أصحاب الثراء وأصحاب الفكر وكبار المثقفين وأصحاب المناصب الكبيرة والمستمتعين بالحياة الطيبة والهانئة، وعندما نرى أثرياء المجتمع لا علاقة لهم بفكر راق أو فن رفيع ، أو نرى المديرين والوزراء لا يتمتعون بحياة رغدة أو بثقافة واسعة ، ونرى المثقفين يعيشون حياة بائسة ، نحكم على المجتمع بأنه متأخر ، أو على الأقل نحكم بأنه غير قادر على التقدم وخاصة في عصور التغيرات ، وهذا راجع لعدم الوعي بنوع المستقبل الذي يفرض نفسه والجهل بالحاجات الجديدة للمجتمع.
فعندما يسود هذا الجهل وتنعدم الرؤية الصحيحة للمستقبل، حيث يختلط الحابل بالنابل وينتشر القلق والاضطراب، عندئذ تنعدم القدرة على التقدم، بالتالي نجد أن تغير مواصفات الصفوة يأتي بتغير نوع الحضارة، فكانت الصفوة من الناس هم أصحاب الأراضي الزراعية وهم من يملك الثراء المادي، ففي وقت قصير انتقل الثراء من أصحاب الأراضي الزراعية إلى أصحاب المصانع والبنوك، لذا فإن بعد الثورة الصناعية في أوروبا أصبح أصحاب النخبة أو الصفوة هم أصحاب المصانع والمصارف.
ثالثا :-
الصفوة في عصر الماديات :-
الذي فيه كل شيء يباع ويشترى وتخلي الجميع إلا من رحم ربي عن القيم والأخلاق والمبادئ والدين.
أصبح صفوة المجتمع الراقصين و الراقصات وأهل النفاق ودعاة العلم والثقافة والفن والفاسدين والفاسدات.
ضرب الوجه حرام في الإسلام ؟
نعم، حتى في الدابة يحرم ضرب الوجه مطلقا، يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم :-
" إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه في الدابة وفي غيرها، وفي المرأة والولد والخادم."
وللأسف نحن بالبعد عن الله
صنعناهم بأيدينا وهم
الأن يضرب كل منهم المعجبين بهم علي الوجه.
رابعا :-
الصفوة والنخبة في الإسلامي :-
فالرسل هم قدوة الأنام عليهم الصلاة والسلام والتأمل في قصصهم يقوي الإيمان في القلوب كما قال مولانا جل وعلا:-
"وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين"
والرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم صفوة الصالحين .
وما أحوجنا في زمن اختل فيه ميزان الاقتداء واضطرب فيه منهاج الإئتساء إلى أن نتحدث عن تلك الأرواح الزكية التي ملئت عظمة وسموا..
عن تلك الأنفس الأبية التي ملئت عفة ونبلا .
فسيرة الأنبياء لا كالسير وحياتهم مليئة بالعظات والعبر فلقد كانوا أفضل النماذج في كل ميدان من ميادين الخير والفلاح.
هم الرجال المصابيح الذين همو كأنهم من نجوم حية صنعوا
وكما أن الإيمان بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ركن من أركان الإيمان فإن من حقوقهم علينا معاشر المسلمين بعد الإيمان بهم عليهم الصلاة والسلام الاقتداء بسيرتهم كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:-
"أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده"
والخطاب يشمل أمته ولذا ستسأل البشرية يوم الدين:- «ماذا أجبتم المرسلين»؟
و«عما كانوا يعملون»؟.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاتباع وكمال الاقتداء وإخلاص العمل على ما كان عليه الأنبياء والمرسلون.


خامسا :-
سيدنا محمد صفوة الباري :-
أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وراحة قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم جمع الله تعالى فيه سائر الأخلاق الكريمة، وفاق الناس جميعا في العلم والحلم، والصبر والشكر، والمروءة والزهد، والتواضع والعفو، والعفة والجود، والشجاعة والحياء، والمروءة والصمت، والتؤدة والوقار، والرحمة وحسن الأدب، مع كمال خلقته وجمال صورته، وقوة عقله وصحة فهمه، وفصاحة لسانه، وقوة حواسه وأعضائه، واعتدال حركاته، وشرف نسبه وعزة قومه. فهو سيد ولد آدم وفخرهم في الدنيا والآخرة وهو نبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملحمة وخاتم النبيين وعبد الله ورسوله ونبيه وخليله.
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته كلما ذكره الذاكرين وغفل عن ذكره الغافلين.


نحبكم في الله.
لاتنسونا من صالح دعائكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق