الأسطورة أبو عبيدة
إطلالة /
ل عبادى عبدالباقى
سيدنا أبو عبيدة بن الجراح
الجزء الثاني
المقدمة :-
الصحابة الأخيار :-
مصابيح الدجى وشموس الهدى وسادة الأمة.
فهم أول من آمن بالله ورسوله، فآمنوا وقت الغربة ، وجاهدوا وقت العسرة، ودعوا إلى الله تعالى بالحكمة، وبذلوا النفس والنفيس ، وصبروا على عداوة القريب والبعيد .
أولا:-
ومن غزواته التي شهدها في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم :-
بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم له في سرية إلى ذي القصة في ربيع الآخر من السنة السادسة من الهجرة.
وعن هذه الغزوة يقول ابن سعد في الطبقات:-
قالوا:-
أجدبت بلاد بني ثعلبة وأنمار ووقعت سحابة بالمراض إلى تغلمين، والمراض على ستة وثلاثين ميلا من المدينة ، فسارت بنو محارب وثعلبة وأنمار إلى تلك السحابة ، وأجمعوا أن يغيروا على سرح المدينة وهو يرعى بها في موضع على سبعة أميال من المدينة ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا عبيدة بن الجراح في أربعين رجلا من المسلمين حين صلوا المغرب ، فمشوا إليهم حتى وافوا ذا القصة مع عماية الصبح ، فأغاروا عليهم ، فأعجزوهم هرباً في الجبال ، وأصاب رجلاً واحداً فأسلم وتركه ، فأخذ نعماً من نعمهم ، فاستاقه ورثة من متاعهم وقدم بذلك المدينة ، فخمسه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقسم ما بقي عليهم .
ومن غزواته:-
غزوة ذات السلاسل:-
روى البيهقي في الدلائل بسنده عن محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن الحصين التميمي عن غزوة ذات السلاسل من أرض بلي وعذرة،
قال:-
بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمرو بن العاص ليستنفر العرب إلى الإسلام ، وذلك أن أم العاص بن وائل كانت امرأة من بلي، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليهم يستألفهم بذلك ، حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال لها:-
السلاسل ، وبذلك سميت تلك الغزاة ذات السلاسل ، فلما كان عليه خاف فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستمده، وبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر وعمر، وقال لأبي عبيدة حين وجهه:-
«لا تختلفا»،
فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه
قال له عمرو:-
إنما جئت مدداً إلى ، فقال أبو عبيدة:-
لا، ولكني على ما أنا عليه ، وأنت على ما أنت عليه، وكان أبو عبيدة رجلاً ليناً سهلاً هيناً عليه أمر الدنيا ، فقال له عمرو:-
بـل أنـت مـدد لي ، فقال لـه أبو عبيدة:-
يا عمرو ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:-
«لا تختلفا»،
وإنك إن عصيتني أطعتك ، فقال له عمرو:-
فإني أمير عليك ،
وإنما أنت مدد لي
قال:-
فدونك.
فصلى عمرو بالناس .
ومنها:-
بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم له على سرية إلى حي من جهينة وتسمى غزوة سيف البحر .
ثانيا :-
جهاده وبطولاته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :-
استمر سيدنا أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه على عهده مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمينا على الدين قائما بأمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولذلك استعان به خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛
١- خلافة سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه :- يرسله على رأس جيوش المسلمين التي تواجه الرومان في بلاد الشام ، واستطاع أن يدير المعارك بكفاءة مما مهد لفتح بلاد الشام بلدا تلو الأخرى ،
٢- عهد الفاروق :-
فتح بيت المقدس ، وكان إيذانا بزوال ملك الروم عن سائر بلاد الشام، ونظرا لجهود أبي عبيدة بن الجراح رَضي الله عنه في فتوح الشام جعله الفاروق عمر أميرا على الشام ، فسار بين الناس بالعدل وكان زاهدا متواضعا حتى أن سيدنا عمر رضي الله عنه زاره في يوم من الأيام
قال لأبي عبيدة:-
« أذهب بنا إلى منزلك» ،
قال:-
« وما تصنعُ عندي؟ ما تريد إلا أن تبكي عليّ! »
، فدخل فلم ير شيئاً،
قال:-
«أين متاعك؟ لا أرى إلا لِبدا (الصوف المتلبد)
وصحفةً
(وعاء الطعام)
وشنا
(القربة من الجلد)،
وأنت أمير ، أعندك طعام؟» ،
فقام أبو عبيدة إلى جونةٍ (وعاء يشبه السلة أو الجرة يوضع فيه الخبز)
فأخذ منها كسيراتٍ ، فبكى عمر رضي الله عنه ،
فقال له أبو عبيدة:-
« قد قلت لك:-
إنك ستبكي على ، يا أمير المؤمنين إنما يكفي المرء القليل!".»
وهكذا سار أبو عبيدة رضي الله عنه قانعا بالقليل مقبلا على الله رغم أن أسباب الدنيا قد تيسرت له ، وما هذا إلا أثر من آثار تربية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لصحابته الكرام رضي الله عنهم.
ثالثا:-
طاعون عمواس ووفاة أبو عبيدة :-
سنة (١٨) من الهجرة أرس سيدنا عمر بن الخطاب جيشنا إلى الأردن بقيادة سيدنا أبي عبيدة ونزل الجيش في عمواس بالأردن
، فانتشر بها الطاعون أثناء وجود الجيش وعلم ذلك سيدنا عمر بن الخطاب،
فكتب إلى أبي عبيدة
يقول له :-
إنه قد عرضت لي حاجة، ولا غنى بي عنك فيها فعجل لي.
فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب عرف أن أمير المؤمنين يريد إنقاذه من الطاعون فتذكر قول النبي:-
"الطاعون شهادة لكل مسلم"
[متفق عليه] .
فكتب إلى عمر يقول له:-
إني قد عرفت حاجتك فحللني من عزيمتك، فإني في جند من أجناد المسلمين ، لا أرغب بنفسي عنهم .
فلما قرأ عمر الكتاب ، بكى، فقيل له:-
مات أبو عبيدة؟! قال:-
لا ، وكأن قد
(أي : وكأنه مات) .
فكتب أمير المؤمنين إليه مرة ثانية يأمره بأن يخرج من عمواس إلى منطقة الجابية حتى لا يهلك الجيش كله ، فذهب أبو عبيدة بالجيش حيث أمره أمير المؤمنين ، ومرض بالطاعون ، فأوصى بإمارة الجيش إلى معاذ بن جبل ، ثم توفي رضي الله عنه في طاعون عمواس وعمره ٥٨ سنة ، وصلى عليه معاذ بن جبل ، ودفن ببيسان بالشام.
ويوجد ضريح أبي عبيدة بن الجراح في بلدة دير علا في منطقة الأغوار الوسطى شمال غرب الأردن .
كما يوجد حاليا
« مزار أبي عبيدة »
في
“غور البلاونة”
على الطريق العام الذي يقطع غور الأردن من الشمال إلى الجنوب ، وعلى بعد أربعين كيلاً من مدينة السلط .
وكان الظاهر بيبرس قد بنى على قبر أبي عبيدة مشهداً، وأوقف عليه وقفاً ريعه للمؤذن والإمام .
ماأروع! أمين الأمة؟
عذرا سيدنا وحبيبنا وقدوتنا
بعد رسول الله صلى الله عليه وأمين أمتنا الأسطورة
عبر الزمان والمكان ذى القامة والمقام و لا يقدر مكانتك وقدرك إلا الله سبحانه وتعالى.
عذرا علي جرأتي كي أتحدث عنكم وأنتم القيمة المنزلية العالية ومن الله سبحانه وتعالى
و الحبيب المصطفي بمكانة
وكذلك من الخلفاء الراشدين بمكانة والصحابة الأخيار بمكانة ومن السلف الصالح والتابعين إلي قيام الساعة بمكانة لا ينكر قدرة ولا مكانتك إلا حاقد أومنافق أوسفيه.
عذرا سيدنا أبي عبيدة أن لم نوفيك حقق.
غفر الله لي هذا التقصير والجرأة.
اللهم أمين 