مَن أعطاك عنواني
من أعطاك عنواني
بعدما أخفيتُه عنك سنين
ثم جئتَ على قَدَرٍ تُراودني
بشوق و حنين
و زعمتَ بأنك كنت تهواني
و أنك أبداً ما كنت تنساني
و ما قصدت حرماني
ثم عدت طيفا تلتمس من الصفح و الغفران
و نسيت عما بدر منك من هوان
عدت مستسلم الأقدام و اليدان
و تذكرتُ يوم كنتَ تبكي على كتفي كطفل رضيع
كأنك نادم على ما فعلت من صنيع
و قد شربت مائي و طعمتك طعامي
و صدقتك
حين كنت تلقاني
و صدقتك
حين قلت أنك زورقي و شطآني
و فيك أبحرت أبحث عن مرفأ بستاني
كنت أظن أنك شعاعا من مشكاة أنواري
لكنك أطفأت نورك و تريد أن تطفئ أنواري
و ترحل لأخرى تهواها و تهواك
قد زهدتُ فيك بعد أن قسوت
و مهما توسلتَ و رجوت
فلولا قسوتَ و مسَّك الغرور
لكنتُ أعطيتك زَهْوَ الثُّغور
فمن أعطاك عنواني
و أنا ما نسيت يوما جروح الهجران
فكم من جرح ألَمٍ بلا شفاء
يمزق من القلوب و الأبدان
و بدلا من لمسة حنان
كأطراف أصابع الحسان
تمسح عن الوجنات مسارب الدموع
و تمحي مني أنًّات الضلوع
و أصبحت لي صدى من زمن تصدع
ألقيتَ بوجهي حطام الربوع
حين أتيتني طيف خيال مجهول الظلال
و في الظلمة تختفي الملامح و القسمات
عدت تستجدي وُدّاً مضى و غاب
بما فعلت بي
قلت أيام الصبا و الوداد
أن لي سلطان سحر كسحر الجان
و صدقتك حينها
و أني فوق ملكة سبأ عزا و سلطان
و صدقتك حينها
و أن الشمس تغرب إذا ظهر ضوئي و بان
و صدقتك حينها
و أني بشر من حسان حور الجنان
و صدقتك حينها
و أن شهر مولدي من الأشهر الحرم
لكني ما صدقتك !!!
لكنك بعد ذلك هجرت
و قسوتَ و غدرت
فلا عتاب
فلا عتاب
فلا عتاب
و كفاني ما عانيت
فارحل من حيث عدت و أتيت...
فقد غيرتُ عنواني
ماريا بلعطار آسفي المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق