الأحد، 15 سبتمبر 2024

من وصايا الأديب الفد عبد الله بن المقفع .. إعداد وتقديم ..أبو سلمى.. مصطفى حدادي.

 قد يكون رسمًا توضيحيًا لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

من رباعيات عمر الخيام
عاشر من الناس كبار العقول
وجانب الجهال أهل الفضول
و اشرب نقيع السم من عاقل
و اسكب على الأرض دواء الجهول
ومن وصايا الأديب الفد عبد الله بن المقفع من كتابه الشهير الأدب الصغير و الأدب الكبير.
{انظر من صاحبت من الناس، من ذي فضل عليك بسلطان أو منزلة، أو من دون ذلك من الأكفاء و الخلطاء و الإخوان، فوطن نفسك في صحبته على أن تقبل منه العفو و تسخو نفسك عما اعتاض عليك مما قبله، غير معاتب و لا مستبطئ و لا مستزيد ، فإن المعاتبة مقطعة للود، و إن الاستزادة من الجشع، و إن الرضا بالعفو و المسامحة في الخلق مقرب لك كل ما تتوق إليه نفسك مع بقاء العرض و المودة و المروءة}.
هي وصايا من أحد أهم مؤلفاته على الإطلاق و ابن المقفع ( هو أبو محمد عبد الله بن المقفع بالفارسية اسمه روزبه بن داذويه قبل إسلامه ، مفكر فارسي ولد مجوسيا لكنه اعتنق الإسلام، عاصر كلا من الخلافة الأموية و العباسيه( 106/143ه|724/759م). درس الفارسية و تعلم العربيه في كتب الأدباء و اشترك في سوق المربد، نقل من البهلوية إلى العربية و له في الكتب المنقولة الأدب الصغير و الأدب الكبير و من أعماله أيضا مقدمة كلية و دمنة، من الأدباء الموسوعين كان مطلعا على ثقافة الفرس و آدابهم و قارئا لما ترجمه الفرس عن الهنود و شعوب آسيا، إلى جانب ثقافته العربية و نبوغه الأدبي.
قسم ابن المقفع الكتاب إلى مقدمة و جزء أول عنونه ( الأدب الصغير و جزء ثان عنونه الأدب الكبير).
و الأدب الصغير : رسالة قصيرة من 30 صحيفة تناول فيها مجموعة متنوعة من الدروس الخلقية و الإجتماعية
الأدب الكبير: قسمه ابن المقفع إلى قسمين رئيسين ؛ السلطان و الصداقة، وصايا للسلطان أو ولي الأمر و حث لهما على الابتعاد عن الكبر و الظلم و المتملقين و مواعظ عن الصداقة بدأها بفضيلة الوفاء ، ابدل لصديقك دمك و مالك، ثم حث على آداب معاملة الرفيق خاصة الاستماع الجيد و خفض الصوت و عدم تسفيه رأي الجلساء،
و هذه بعض الوصايا من الأدب الصغير
{إذا هممت بخير فبادر هواك لا يغلبك، و إذا هممت بشر فسوف هواك لعلك تظفر ، فإن ما مضى من الأيام و الساعات على ذلك هو الغنم}
ومن أقواله في الأدب الكبير
{إذا وجدنا الناس قبلنا كانوا أعظم أجساما، و أوفر مع أجسامهم أحلاما ، و أشد قوة و أحسنهم بقوتهم للأمور اتقانا، و أطول أعمارا ، و أفضل بأعمارهم للأشياء اختبارا}.
هي ضروب و وجوه من الأدب و الأخلاق ، وحكم جسام من حكم الأولين و قولهم، لهذا فمنتهى علم عالمنا في هذا الزمان ، أن نأخذ من علمهم و نقتدي بسيرتهم.
تمسكوا بالعلم و شدوا حرصكم على العمل
أبو سلمى..
مصطفى حدادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...