.........(( شرُود ))
في غفلةٍ ، هرَبَت راحةُ البالِ ،
حلَّت الهمومُ ، والذُّهنُ في شرودْ
ووجدتني مشغولٌ حائرٌ ، كفاقدِ
شيء رغمَ أنِّي ، لا أعرِف المفقُودْ
بعدما كنَّا ، ننعم بالزهورِ رحِيقا و
الحبيب وصفًا ، ولو معانِدٌ حَجودْ
بلغَت حَيرتي مداها ، أنظر للاشَيءٍ
و أقدامٍ أن سارت ، تتمنَّى ألا تعُودْ
أوقدتُ شُموعِي ، سالَت دمُوعِي
يامَن سكنتِ ضلوعِي ، حُبُّكِ خلُودْ
★★★
فإذا المآسي توالَت ، بأوجاعها
ومجازرٌ ، فاقت النارِ ذاتِ الوَقودْ
شعب مُحاصَرٌ لعقدينِ بأيِّ ذنبٍ
يُجُوَّع ، يُباد ، يُقتَّلُ الكبيرُ والمَولودْ
فاق الظلم كل حَدٍ ، وعَمَّ الفسادُ
والنصْبُ ، والانحِلالُ و ناكِثِي العهُودْ
فاغِفِرُ العينينِ ، و كأنِّي في رُقادٍ
تائِهٌ ، ساخِطٌ ، أتمَنَّى أيامَ الجدودْ
أهمِلَ الدِّينُ ، غاب التَّراحُمِ ، تتلاشَى
الأخلاق ، كثر العقُوقُ ، وجفائِهم ببرُودْ
صِرتُ عابِسًا ، قانِطًا ، حانِقًا ، غابت
الفرحَة ، ما أبغضها الرَّتابة والجُمُودْ
صِرت أتنفسُ مِن سَمِّ الخِياطِ ، ضائِقٌ
صدري ، يُؤلمُنِي النَّصَبُ لأقلِّ مَجهُودْ
الكلُّ لا يرحَم ، نفسِي نفسِي ، الحياة
مُمِلةٌ ، فيكَ الأملُ ، يا ربَّ الوجُودْ
د. صلاح شوقي.......مصر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق