الأحد، 13 سبتمبر 2020

مذكرات امرأة في زمن الكورونا (١٥ ) بقلم .الأديبة . أ . .توتو الخميسي

مذكرات امرأة في زمن الكورونا (١٥ )
اليوم بعد أن شربت قهوتي كما اعتدت ساعة الظهيره وهو ميعاد شبه ثابت بيني وبين القهوة
فقد اعتدت هذا الميعاد لسبب ما بنفسي وكأنه موعد مع حبيب
جلست أتأمل واتصفح بعض المنشورات علي الفيسبوك
وقد استوقفني منشور مقاله عنوانها جاذب
العنوان يقول
(القادمون من الرف )
أثارت فضولي .....وبدات في قرأتها

القادمون من "الرف"
انا عن نفسي بخاف منهم .. بس من فترة بدأت أسمحلهم يتواجدوا في حياتي مره تانية 🙂 ..
في فيلم "The Bucket list".. اللي قصته بتحكي عن إتنين رجالة عواجيز دخلوا المستشفي في نفس الوقت لإنهم كانوا بيعانوا من السرطان.. و بناءاً علي تشخيص الدكاترة إتضح ان كل واحد منهم مش فاضل في عمره غير فتره بسيطة .. فا كتبوا ليسته بكل احلامهم و الحاجات اللي نفسهم يعملوها قبل ما تنتهي حياتهم .. و بدأوا ينفذوها ..
اللي يلفت نظرك في اخر الفيلم اللي بتسيطر عليه فكرة "ترقب الموت" .. انهم في حقيقة الأمر "عاشوا حياتهم" بجد و بكل ما تحمله كلمة "حياة" فقط لما إنتبهوا للحاجات اللي فعلا نفسهم يحققوها.. حتي لو كانت الحاجات دي بسيطة جداً ..
الباحث و المؤلف Som Bathla.. كان كاتب مقال عن الأسباب اللي بتخلي 99% من الناس تأجل او تتخلي عن أحلامها ..
و علي حسب تحليل المؤلف ان في المقام الأول بيكون أهم سبب هو عدم إرتباط "الأحلام" دي بأي إطار زمني مُلزم لتحقيقها.. يعني ايه؟
يعني انت ممكن تكون بتأجل إجتماع مهم.. أو تسليم محدد للعميل.. او حتى بتأجل مشوار بسيط للبيت.. بس في الاخر ايه اللي بيحصل ؟
الوقت بيزنق عليك و بتبدأ تفكر في عواقب عدم التزامك.. فا بتجبر نفسك و تخلص الحاجة المهمة دي حتى لو انت بتعملها تحت ضغط نفسي و توتر.. بس لازم تتعمل في وقتها.. و غالبا بتتعمل و تخلص ..
لكن الحاجات اللي فعلا بتحسسك بالسعادة (سواء كانت شئ بسيط او حلم كبير) .. غالبا ملهاش إطار زمني يلزمك تعملها في وقت محدد.. فا بيبقي مكانها "الرف".. بتتركن جواك علي الرف حتي اشعار آخر..
في ماتشات كرة القدم أحيانا المعلقين بيقولوا جملة مثيرة كده.. بيقولك "احذر القادمون من الخلف".. بيتكلم عن المدافع اللي جاي يجري يساند خط الهجوم..
القادمون من الخلف خطر علي فرقة الخصم لأن محدش عامل حسابهم .. محدش مرتب ان في حد جاي من "الخلف" ..
و هنا بنقول كمان احذر احلامك اللي علي "الرف".. لانها ممكن تهاجمك و انت عمرك بيجري قدامك..
اللوم.. هتفكرك انك طنشتها كتير بالرغم ان هي كانت السبيل لسعادتك زي فيلم Bucket list.. هتهاجمك و انت بتكبر مش مرتب للألم اللي ممكن يصيبك من نصل سهام الندم اللي بترميها عليك.. الرمي بيزيد و يشتد كل ما الوقت بيعدي..
نصيحة صادقة.. بص علي الرف كل شوية.. لو قدرت تنزل حلم منهم و تمسح عنه التراب يبقي عملت في نفسك معروف .. لو عرفت تاخد خطوات و لو علي الهادي كده لتحقيق الأحلام دي.. يبقي شئ عظيم..
اسمحولهم ينزلوا من "الرف".. خليهم يعيشوا في وسطكوا مرة تانية ..
بعد الانتهاء من قرأة المقال
سرحت ....كم من احلامنا اجلناها
كم من مشاعر سوفناها .....كم من أشياء كنا نتمني أن نعمل واجلناها
كم من كلمات أردنا قولها واجلناها .....كم .. وكم. ..وكم
انا عن نفسي
كنت احلم بالكتابة من سنوات واجلت واجلت إلي أن نزلت من علي الرف حلمي بأن اكتب وبدأت .....وكم كنت أتمني أن أبدأ من قبل ذلك بكثير
ولكن وجدت أن الرف عندي مملؤ بالأحلام المؤجله ...واكيد لدي كثر منا
لذا
ارجوكم أعيدوا ترتيب الرف وانفضوا غبار أحلامكم
فقد لا يفيد الندم بعد أن يمضي العمر وأحلامنا مازالت علي الرف

بقلم
توتو الخميسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سؤال. والصمت الجواب ... كلمات .. عبدالفتاح غريب

  سؤال. والصمت الجواب من أضناه بعد طول الصبر الحنين ومضى على درب ذكرى ولت بمحراب الوتين دام بحلم باللقاء يناجي نجم طيف بالرجاء حجب عن حناي...