بين ذهاب وعودة
ضبابية أنتِ يا نفسي هذا اامساء ٖ وقدسية المكان تشعرني ٖ
بالوحدة الغارقة في وحل النسيان.
تأبطتُ إحساسي بالمرارة وانسحبتُ إلى ركني المعتاد ٖ حيث خيوط الذكريات أغزلها لفافة من لجين من نار ٖ وأدسها في خبايا روحي الموغلة في واحات المجهول.
يوم آخر ينتظر في ردهة الزمن بميناء اللانهاية وصوت خافت يئن آت من بعيد ٖ وكأنه من غير هذا الزمان.
تلبٌدت الغيوم واكفهّر وجه الماء حتى خلتُني أنزفُ جرحا من رحم الحياة .
دسستُ يداي في معطفي ٖ وتحركتُ صوب المحطة علي أحظى بقطار يغادر هذا المكان .
توالت دقات الساعة في بهو الانتظار وبين دقة وأخرى أقطع أميالا من الأفكار.
آه نسيت من جديد ودأبي النسيان الذي أضحى يتوغل في مسامات دمي كأنه أنا وأنا هو ٖ نسيت حكايتي على مشجبي الصغير : كنت بالأمس أقطف ورودا لأمي أطرّز بها فستانها الحرير ٰ لهيب النّار المتصاعد من المدفأة بركن البيت بمكتبي زاد في إحساسي بسرد
الأحداث التي توالت تحاول استنطاق المكان.
(كل شيء إلى زوال ولا ميت يولد من جديد) .
كانت كلمات أبي رحمه الله تئنّ في أذني
تدغدغ عقلي الذي مافتىء يصحو ليجفل مرة أخرى على مسرح الحياة.
تذكّرت أنّ في مكتبي الصغير قصاصات ورق وحبر باهت ٖ وألام أخذت ألوان قوس المطر.
بالأمس كنا نسهر على مرجل شاي تتوهج حوله المشاعر الصادقة ٰ وضحكات الصغار تحاصر نا تمتد في أعماقنا ' تزحف حتى النخاع . وتتلألأ البسمات كأنها طوق فضة يجمٌل موائد الأمسيات ٰ
صرخنا وفقد الصراخ نبرته في ثناياه ٖ انسحب في كبرياء ٖ استرسلت كلماتي في الهروب من معقلها تعبر عن نفسها في شموخ الجرحى على قارعة الأمل
تسارعت دقات قلبي حين لاح لناظري إلتفاتة كانت هناك ورقة بالية تحت مكتبي
حملتها بأنامل مرتعشة تفحصت ماكتب عليهاورحت أرتلها بهدوءٔ : هكذا هي الحياة تحمل في طياتها كثيرا من الأقدار حلم يتحقق وحلم يتعثرٰ لقاء بلا موعد وفراق بلا سبب ٰ لا البدايات التي نتوهمها حلما ولا النهايات التي لا نريدها تبقى.
الحياة سراب وفناء وكل مافيها يزول .
طويت الورقة وطويت معها حشرجة صوتي المبحوح ٖ غرق المكان بدموعي تفجرت
ينابيع حزني وللحظة اجتاحني رعب السنين
أي صورة ترسمينها يادنيا وبأي ريشة تلونين؟
وأي نوع من المخدر أنتِ ؟ فترانا نمشي وراءك بلا وعي ! إلى أي المتاهات تقوديننا ؟
تململت أفكاري واضطربت ٖ آه أنا متعبة ...
متعبة ... ولكني أحاول المتابعة ٖ غير أن الصور في مخيلتي تمر تباعا و تعزف لحنها الشجي الأثير .
حديقتنا كانت مليئة بالكروم تنثر حبها بين الشجيرات والعصافير تصدح في أرجائها ٖ رائحة الزهور تعبق غرفتي تملؤها انشراحا ٖ
وكانت أختي الصغيرة ترنو بعينيها الحالمتين تتابع سرب الفراشات وهي تحوم حول أشجار البنفسج . وفجأة وبين وهم ويقظة يختفي كل شيء وينحصر القلم في زاويته المظلمة حيث يعانق حروفه الضبابية من جديد .
مرّ الوقت في المحطة ٖ لم أدرِ كم كان بالضبط ٖ أيقظني صوت طفلة صغيرة وهي تبكي كانت قد أضاعت أمّها وسط الزحام وكان حارس أمن المحطة يطمئنها ٖ أمسك بيدها وهمّ بالخروج ثم التفت صوبي وقال: ماكنت تنتظرين ؟ غادر كل المسافرين .
نسيت فيما كنت قادمة لأجله ولم أنا هنا ؟
ولكن مرارة ما كنت أحسّها بحلقي وغصّة
بأحشائي .
جمعت مابقي بي من قوة ونهضت بتثاقل أجرّ قدماي إلى حيث المجهول ينتظرني وأنا أردد:
اللهم لطفك يا من كتبت أقدارنا جمّل بعفوك حياتنا وامطرنا بفضلك صبرا وأنت ربنا فلا تحملنا مالا طاقة لنا به ............................
......................... انتهت .
( بقلم ... سعيدة حيمور)
ضبابية أنتِ يا نفسي هذا اامساء ٖ وقدسية المكان تشعرني ٖ
بالوحدة الغارقة في وحل النسيان.
تأبطتُ إحساسي بالمرارة وانسحبتُ إلى ركني المعتاد ٖ حيث خيوط الذكريات أغزلها لفافة من لجين من نار ٖ وأدسها في خبايا روحي الموغلة في واحات المجهول.
يوم آخر ينتظر في ردهة الزمن بميناء اللانهاية وصوت خافت يئن آت من بعيد ٖ وكأنه من غير هذا الزمان.
تلبٌدت الغيوم واكفهّر وجه الماء حتى خلتُني أنزفُ جرحا من رحم الحياة .
دسستُ يداي في معطفي ٖ وتحركتُ صوب المحطة علي أحظى بقطار يغادر هذا المكان .
توالت دقات الساعة في بهو الانتظار وبين دقة وأخرى أقطع أميالا من الأفكار.
آه نسيت من جديد ودأبي النسيان الذي أضحى يتوغل في مسامات دمي كأنه أنا وأنا هو ٖ نسيت حكايتي على مشجبي الصغير : كنت بالأمس أقطف ورودا لأمي أطرّز بها فستانها الحرير ٰ لهيب النّار المتصاعد من المدفأة بركن البيت بمكتبي زاد في إحساسي بسرد
الأحداث التي توالت تحاول استنطاق المكان.
(كل شيء إلى زوال ولا ميت يولد من جديد) .
كانت كلمات أبي رحمه الله تئنّ في أذني
تدغدغ عقلي الذي مافتىء يصحو ليجفل مرة أخرى على مسرح الحياة.
تذكّرت أنّ في مكتبي الصغير قصاصات ورق وحبر باهت ٖ وألام أخذت ألوان قوس المطر.
بالأمس كنا نسهر على مرجل شاي تتوهج حوله المشاعر الصادقة ٰ وضحكات الصغار تحاصر نا تمتد في أعماقنا ' تزحف حتى النخاع . وتتلألأ البسمات كأنها طوق فضة يجمٌل موائد الأمسيات ٰ
صرخنا وفقد الصراخ نبرته في ثناياه ٖ انسحب في كبرياء ٖ استرسلت كلماتي في الهروب من معقلها تعبر عن نفسها في شموخ الجرحى على قارعة الأمل
تسارعت دقات قلبي حين لاح لناظري إلتفاتة كانت هناك ورقة بالية تحت مكتبي
حملتها بأنامل مرتعشة تفحصت ماكتب عليهاورحت أرتلها بهدوءٔ : هكذا هي الحياة تحمل في طياتها كثيرا من الأقدار حلم يتحقق وحلم يتعثرٰ لقاء بلا موعد وفراق بلا سبب ٰ لا البدايات التي نتوهمها حلما ولا النهايات التي لا نريدها تبقى.
الحياة سراب وفناء وكل مافيها يزول .
طويت الورقة وطويت معها حشرجة صوتي المبحوح ٖ غرق المكان بدموعي تفجرت
ينابيع حزني وللحظة اجتاحني رعب السنين
أي صورة ترسمينها يادنيا وبأي ريشة تلونين؟
وأي نوع من المخدر أنتِ ؟ فترانا نمشي وراءك بلا وعي ! إلى أي المتاهات تقوديننا ؟
تململت أفكاري واضطربت ٖ آه أنا متعبة ...
متعبة ... ولكني أحاول المتابعة ٖ غير أن الصور في مخيلتي تمر تباعا و تعزف لحنها الشجي الأثير .
حديقتنا كانت مليئة بالكروم تنثر حبها بين الشجيرات والعصافير تصدح في أرجائها ٖ رائحة الزهور تعبق غرفتي تملؤها انشراحا ٖ
وكانت أختي الصغيرة ترنو بعينيها الحالمتين تتابع سرب الفراشات وهي تحوم حول أشجار البنفسج . وفجأة وبين وهم ويقظة يختفي كل شيء وينحصر القلم في زاويته المظلمة حيث يعانق حروفه الضبابية من جديد .
مرّ الوقت في المحطة ٖ لم أدرِ كم كان بالضبط ٖ أيقظني صوت طفلة صغيرة وهي تبكي كانت قد أضاعت أمّها وسط الزحام وكان حارس أمن المحطة يطمئنها ٖ أمسك بيدها وهمّ بالخروج ثم التفت صوبي وقال: ماكنت تنتظرين ؟ غادر كل المسافرين .
نسيت فيما كنت قادمة لأجله ولم أنا هنا ؟
ولكن مرارة ما كنت أحسّها بحلقي وغصّة
بأحشائي .
جمعت مابقي بي من قوة ونهضت بتثاقل أجرّ قدماي إلى حيث المجهول ينتظرني وأنا أردد:
اللهم لطفك يا من كتبت أقدارنا جمّل بعفوك حياتنا وامطرنا بفضلك صبرا وأنت ربنا فلا تحملنا مالا طاقة لنا به ............................
......................... انتهت .
( بقلم ... سعيدة حيمور)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق