وانبلجت الغمة..
فقد عاشت في جلباب الأقدار ردحا من القهر.وعاقرت المسوغات البالية للبقاء حيث لا تنتمي...وانصهرت في بوتقة التضحيات. وتحللت في أسيد البذل حد التلاشي..وما بين الاندثار والتفتت لطالما كانت تحرن عن جادة الأعراف وتعدو صوب الحلم الاروع..باسطة أكف الرجاء لسنا الصفو منه...فتنعم بفيء الوجود لثوان محدودة المدى عبر أزلية زوالها المقضي سلفا بيد الأقدار
وهاهي تطفو على سطح الحياة لتتنفس الصعداء وتستنشق زلال الهناءة المحرم على فيه حياتها الظمآى
ولكنها سرعان ما تشدها يد الجبر لأعماق المعاناة مرة أخرى فتستسلم خانعة وتغوووووص في قاع التلاشي متحلله لذرات مشبعة بالعطاء فتحذي كل ما حولها من البذل ما يضفى على رمادية حيواتهم لونا وطعما ورائحة..ولكم تأففت ..وشجبت وناهضت ..ونفرت محاولة الانفلات من فلك الهلاك هذا..لكن هيهات فقيود الواقع البالية. المهترئة لها من سطوة الهيمنة في محيطها ما يوئد أية شرارة للمغايرة في مهمدها..ومرت الخطوب تترى ..ومع كل لحظة كانت تدهس فيها أقدام القهر ذاتها الأضعف نجدها وقد تفتت إرادة الصبر فيها فهرمت وشاخت وهي في ريعان الصبا..
وبعدما حل موسم الحصاد وتفجرت جفنات الحسن منها عن مئات السنابل من شهيات السمت والوصف جعلت كل زارعي الأمل في محيط حقلها الغض يتمنى لو أن كان له من ريع بهاءها ولو عشر العشر ليسد رمق الحرمان فيه... أما هي فمن كثرة الصراخ المتبدد في فضاء استحالة المغايرة نجدها وقد فقدت الصوت ومن فرط ضياع الجهد المراق في ساح الإجبار لديها نراها مسجية مسلوبة الإرادة..وها هي قد انزوت رفات روح طاهرة تقبع في أقصى جب الحياة تضوع عبيرا وتبث الكون من نقاء سريرتها أنفاسا من الأمل وما لبثت أن فتحت عيني الضعف منها شيئا فشيئا في دعة استسلام آثر لترى الحياة للمرة الأولى صافية الحلم- فما عاد لها في افق الحلم مأرب - وهاهو الكون قد بدا في نظرها أكثر دعة وسكينة ونقاااااء ففغرت فاه الوهن منها عن شهيق هزييييل الوهج ينبئء كل ما يرطتم به: أن مرحى للراحلين..وطوبى لمن عبر وولج وغنم إذ "انبلجت الغمه"
عبيرالصلاحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق