(فقيد الرحمة)
الجزء الخامس
أتصل عابد تليفونيا بعلام يطلبه ومعه كل مصوغات التعيين من المؤهل الدراسي وشهادة الخدمة العسكرية وخلافه وبالفعل لملم علام متطلباته ووصل إلى القاهرة حيث يسكن عابد فوجده بإنتظاره وهما فذهبا إلى مقر الشركة وخاض علام الاختبار وهو كعادته يحاول اتقان كل شيء بل ويتفنن فى إتقانه حتى حاز على اعجاب مختبريه وأوصوا بإستلامه العمل فورا
ومرت الايام وظهرت بوادر النعمة على علام وزهرة فبنى علام بيتا جميلا وامتلك سيارة وظهرت عليه مظاهر الرفاهية والخير
وفى خلال هذه الفترة لم تنقطع زيارات عابد وأهله لعلام وكذلك زيارات علام وزهرة لأهل عابد
والتفت علام وزهرة لتعليم البنات فعلام يذهب يوميا لعمله بسيارته ويعود لبيته اخر اليوم ليتحمل مع زهرة جزءا من تعليم البنات ومع كل هذا المجهود اليومى لم ينسى علام ابدا زيارة أهل عابد منفردا أو معه زهرة
كان لعابد اخ واحد يصغره وهو (نادر)وأختان هما (وصال)و(منال) فأعتبرهم علام بمثابة إخوته وضمهم إليه جميعا وتقربوا إليه كثيرا حتى صار لا فرق عندهم بين عابد وعلام.
وتمر الايام وتمضى السنين وعلام يرتقى المناصب ويتضاعف راتبه ويرغد حياة زوجته وبناته ولكن دوام الحال من المحال.
ففى مساء ليلة من ليالى الشتاء القارسة وعلام وزوحته وبناته يلتفون حول نار المدفأة يتسامرون ويضحكون وإذ بطارق يطرق الباب طرقا عنيفا متلاحقا كأنه هارب أو مطارد ففزع علام وأهله فزعا شديداً وهم واقفا ووثب تجاه الباب وقال.من الطارق
انا انا (سالم) يا استاذ علام
ففتح له ودخل سالم مسرعا دون إذن والعرق يتصبب من جبينه ولا يستطيع أن يلتقط أنفاسه المتلاحقة .
فأخذه علام إلى حجرة منفصلة وأتاه بكوب من الشاى وقال .
اهدأ ياسالم واشرب الشاى واحكى لى ما الامر؟ولماذا تتصبب عرقا هكذا؟ومما تخاف؟
لا وقت للشاى ا.علام سأقص لك ما حدث فى إيجاز حتى أتمكن من العودة إلى القاهرة الان وبسرعة.
هات ما لديك يا سالم.
لقد أخطأت خطأ جسيما لقد تلاعب الشيطان بى وهتكت عرض بنت عمى وصال
وصال اخت عابد
اه
كيف ذلك وهى اختك يا حيوان!؟
شيطان شيطان شيطان لا اعرف كيف فعلت ذلك
وخرج علام عن شعوره وهم بسالم يلف اصابعه حول رقبته ليقتله وهو لا يدرى فتخلص منه سالم بدفعة قوية ثم قال.
سأتزوجها سأتزوجها انا مسافر الى بيتنا فى القاهرة لأقص لوالدى ما حدث ونعود سويا غدا لخطبتها والدخول بها فى اقرب وقت وأبى لن يمانع فى زواجى من بنت أخيه خاصة فى هذه الظروف .
كل ما أريده منك الان أن تهدىء عمى وزوجته وأولاده وتهيء الوضع لعودتنا غدا انا وأبى لخطبتها
شعر علام بدوار واحس أن قدميه تعجزان عن حمله فجلس على كرسى قريب منه ثم قال...هل عرف عمك وأولاده بما حدث .
الى الان لم يعرفوا فهم جميعاً فى فرح قريب لهم بالمركز ولم يعودوا حتى جئتك ولكن سيعودون وسيعرفون.
كأنى اسمع قصة .هل ماحدث حقيقة ؟هل انت خائن!؟وكيف وافقتك وصال على فعلتك الشنعاء!؟
وصال لا ذنب لها هى إلى الان لا تعرف ماذا حدث لها
كيف ذلك!؟اتهذى؟
بل هى الحقيقة وصال مازالت تحت تأثير المخدر الذى وضعته لها بالشاى دون علمها
فيتنفس علام الصعداء قائلا.
كنت اشك في الأمر لأنى اعرف اخلاق وصال جيدا وهى لا تفعل ذلك حتى ولو كانت تحبك يا سالم
وصال لا تحبنى ولا تريدنى زوجا بل تحبك انت يا علام نعم تحبك انت وهذا ما دفعني لما فعلته
ما هذا الهراء الذى تقوله ياسالم
هى الحقيقة ولا مراء فى ذلك وكل تصرفات وصال تجاهك لخير شاهد على ذلك
هى تحبنى كأخيها عابد
بل تحبك حبا جما ولا تريد من الحياة سواك
كيف وهى تعرف أننى متزوج ولدى أربعة بنات وهى تعلم حبى لزوجتى
هى أيضا تحب زوجتك وبناتك ولكنها تحبك انت اكثر صدقنى هى الحقيقة وهى ظاهرة للعيان.
الم تجد فى الدنيا سواى
لا وقت لهذا الكلام الان
انا مسافر الى والدى لأروى له ما حدث واعود به غدا لخطبتها
ويندهش علام سائلاً.
وكيف تتزوجها وهى لا تحبك كما تقول بل وتحب غيرك
كل ما تقوله صحيح ورغم ذلك سأتزوجها لأننى المخطىء وبعد الزواج الله يعلم ماذا سيحدث .
لا وقت لكل ذلك اخرجنى من فضلك حتى اعود بأبى غدا
تفضل ولا تتأخر ياسالم
وخرج سالم مسرعا إلى القاهرة وجلس علام مكانه صامتا لا يقوى على الحركة أو الكلام .
ودخلت زهرة عليه بعد أن ادخلت البنات إلى فراشهن ثم قالت
مالك يا علام
فنظر إليها وقد شحب وجهه ولم يتفوه وعاودت زهرة الكلام قائلة لطفا بنفسك يا علام لقد سمعت كل شيء
بقلمي احمد عيسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق